وعلى عبادته أدوم
وكل عام ونحن بخير
■ كلما سمعت نجماً أو نجمة فى تعليق على أعماله الرمضانية وهو يمجدها قائلاً المسلسل بتاعنا رائع، لأنه بيناقش قضايا مهمة مثل الصراع العربى الإسرائيلى أو حرب العراق أو الفساد..إلخ تصيبنى الدهشة، لأن روعة العمل الفنى ليس مصدرها أهمية القضية مهما كانت، ولكن الروعة والسحر تأتى من الصياغة الفنية والنسج الإبداعى للعمل وحبكة السيناريو وذكاء الإخراج وروعة الصورة، فمن الممكن أن تكتب عن فلسطين عملاً رديئاً،
ومن الممكن أن تصنع عن لص محترف فيلماً رائعاً وعظيماً، المهم كيف صنعته وصغته وليس كم وضعت فيه من قضايا وطنية؟ هذا المنطق هو الذى يجعل نجومنا يتحولون إلى خطباء ووعاظ، وتتحول مسلسلاتهم إلى منابر وندوات وبرامج تعليمية، ويجعل مسلسلاً مثل «ماتخافوش» ينقلب إلى نشرة أخبار، وفيلماً مثل «بدور» الذى يناقش حرب أكتوبر أسوأ فيلم فى تاريخ السينما!
■ هل تحول التليفزيون المصرى إلى سيرك؟ وهل صار طارق علام من أهل الرفاعية؟ هل وصل التهريج والسخف إلى درجة أن يتابع المشاهدون لمدة ثلاثين يوماً الثعابين والعقارب وهى تخرج من الصندوق والضيف وهو يجرى من الأستوديو مرعوباً؟! نكتة سمجة ثقيلة الدم والمدهش أنها متكررة، والمدهش أكثر أن طارق علام يظن أنها تضحك وتمتع!! أعتقد أن الإجابة على سؤال برنامج «رايحين فين» هى أننا رايحين فى داهية.
■ استطاعت لميس الحديدى فى برنامج «فيش وتشبيه» أن تحقق المعادلة الصعبة، تتعامل مع الضيف على أنه مصدر معلومات مهمة وليس فريسة أو وجبة شهية، تحترمه دون نفاق أو تزلف، وتنتقده دون تطاول أو إهانة، برنامج محترم أنقذ ماء وجه التليفزيون المصرى الذى قدم هذا العام أكبر كم من برامج العبط والتخلف العقلى فى تاريخه.
< الخوجايه «رولا جبريل» تذكرنى بأدوار الضباط الإنجليز فى مسلسلاتنا وأفلامنا، عندما يقولون يا خبيبى ولازم نهارب المصريين ونعمل واحد مكلب فى الملك!!، فشلت وبامتياز فى التواصل مع المصريين، وأتنبأ بأن برنامجها باب الشمس سيذهب وراء الشمس.
■ مسلسل «قاتل بلا أجر» من مظاليم المسلسلات، خرج من جنة القنوات الأرضية إلى نار وفوضى الأسواق الفضائية، أحداثه متلاحقة دائماً تنتهى بسؤال وتلتف بغموض، حلقاته ليست مكشوفة ومعلبة سابقة التجهيز، ولكن فيها إغواءً درامياً جذاباً ومشوقاً، المخرجة رباب حسين مايسترو يقود أوركسترا سيمفونى رائع،
وخبير تحف يحب مهنته ويمارسها بعشق وحزم أيضاً، القطع المتوازى بين لندن والقاهرة إيقاعه حساس ومنضبط كالساعة السويسرية، حسين فهمى وفاروق الفيشاوى بينهما مباراة أداء فى منتهى القوة والذكاء، الرتوش البوليسية واللمحات الإنسانية تضفى على لوحة المسلسل حيوية صنعها سيناريو مصطفى محرم المحكم، وياما فى المسلسلات مظاليم.
■ عاد محمد صبحى إلى ملعبه الذى يجيد اللعب فيه، بل هو الكابتن والألفة، مسلسل ونيس وأحفاده كوميديا محترمة وجادة وممتعة أيضاً، يعرف محمد صبحى بخبرته وثقافته أن الكوميديا أصعب الفنون لأنها تتعامل مع العقل، ويعرف أيضاً أنها فن يختلف عن الهزار والاستظراف والهزل، لا يمارس الشقلباظات ولا يتاجر بالتهريج والنكت القبيحة، يستحق محمد صبحى فى ملحمة ونيس الكوميدية أن نشكره على احترام عقولنا وزرع البسمة فى أحراش النكد الذى نعيشه.